لكن في بداية التسعينات و مع ظهور أولى الجماعات الإرهابية بمنطقة بابور، بدأت اللغة الامازيغية تفقد صدارتها كجزء من الموروث الثقافي و الاجتماعي ، فهذه اللغة التي كانت إلى وقت قريب تجسد التكامل الثقافي و الاجتماعي من خلال التزام كل السكان بالتحدث و التواصل بواسطتها فيما بينهم وفق اتفاق يدخل في إطار الأعراف و التقاليد الراسخة و القوية ، حيث تجد حتى الأطفال الصغار على قدر كبير من إتقانها لتصبح هي السيدة خارج أصوار المدرسة .
إلا أنها بدأت في التلاشي تدريجيا بعد التشتت الذي عرفته المنطقة و الهجرة الجماعية للسكان من بعض القرى و المشاتى خوفا من الاعتداءات الوحشية للجماعات الإرهابية الهمجية .
لتتغير الوضعية فجأة و يصبح الجيل الجديد لا يعرف حتى بعض معاني اللهجة القبائلية التي يتكلم بها آباؤه و أجداده ، فالأحداث الاليمة أجبرت الكثير من العائلات على التخلي عن لهجتها القبائلية بعد احتكاكها بعائلات أخرى لا تعرف إلا العربية لغة للتواصل.
و قضت المحيط الجديد على هذا الموروث الثقافي المميز و لم تعد الامازيغية تلك اللغة الممزوجة بالتقاليد و القيم و العادات و الأعراف موجودة و لا حتى معترف بها من طرف الجيل الجديد .
فالسكان الأصليين لعرش بني سعيد من بني بزاز ، الجوادة ، مجرقي ، تاقليعت ، سطاح السان ، واد الجايزي ، لخضارة ، الضعفة ، الشرفة ، أولاد يحي ، آموقال و تلوبخت و حتى قرى و مداشر أولاد صالح (أيث صالح) الممتد في بلديات واد البارد و تزين بشار و عموشة فقدوا الكثير من تقاليدهم و عاداتهم و لسانهم أيضا ، و رغم أن هذا الموروث الكبير هو كنز يجب المحافظة عليه إلا أن لا احد يهتم للأمر سواء من طرف السلطات أو الأهالي اللذين انغمسوا في هموم الحياة و تحدياتها و لم يعد يهمهم بأي لغة يتواصلون.